دبي تتبنى استراتيجية جديدة لاقتصاد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أكدت “دبي الرقمية” أن اعتماد التصور الاستراتيجي لمراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي سيسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية بواقع 5 أضعاف القدرة الحالية، وتوفير قيمة مضافة تزيد على 14.3 مليار درهم بحلول عام 2028. كما سيوفر المزيد من فرص العمل في مجالات الاقتصاد الرقمي، ويعزز مكانة دبي كحاضنة إقليمية لصناعة البيانات، والتي أصبحت عاملًا مهمًا لتشجيع النمو في القطاعات الاقتصادية كافة.

 

وبحسب دراسة أجرتها “دبي الرقمية”، من المتوقع أن يؤدي اعتماد هذا التصور الاستراتيجي إلى تعزيز جاهزية دبي لتقنيات الجيل القادم. سيسهم هذا التطور في تكريس موقع دبي كوجهة رائدة لمراكز البيانات المستدامة، التي تتميز بجاهزيتها لاستخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2028.

 

يعزز هذا التصور جاهزية الإمارة لتقنيات الجيل القادم للشبكة المعلوماتية “الويب 3.0″، وتقنيات “الميتافيرس”، و”المدن الذكية”، وإنترنت الأشياء. كما يسهم في تعزيز الشراكات مع القطاعات الأخرى في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي المستدام، ما يعكس المكانة العالمية لدبي كمدينة المستقبل.

 

يأتي ذلك تنفيذًا لاستراتيجية دبي الرقمية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف جعل الإمارة نموذجًا عالميًا في مجال التحول الرقمي. وأعلنت “دبي الرقمية” عن اتخاذ إجراءات عملية لتنفيذ التصور الاستراتيجي حول اقتصاد مراكز البيانات في دبي، الذي اعتمده المجلس التنفيذي في وقت سابق.

 

يهدف هذا التصور إلى ترسيخ موقع الإمارة كوجهة رائدة لاقتصاد المستقبل المدعوم بالتقنيات الناشئة، بالتعاون مع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص. يتماشى ذلك مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية “D33″، التي تهدف إلى رفع إنتاجية اقتصاد دبي بنسبة 50% من خلال تبني الحلول الرقمية والابتكار.

 

تعمل “دبي الرقمية” جنبًا إلى جنب مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وبلدية دبي، والأمانة العامة للمجلس التنفيذي، ودائرة دبي للاقتصاد والسياحة، على اتخاذ إجراءات منسقة في هذا المجال، انسجامًا مع التوجهات الاستراتيجية لتعزيز ريادة دبي وجاهزيتها لاقتصاد المستقبل.

 

من شأن اعتماد هذا التصور أن يطلق ديناميكيات جديدة تمهّد الطريق للوصول إلى حالة من التكامل والتنسيق الشامل بين مختلف الجهات العاملة في هذا المجال، مثل هيئة دبي الرقمية، ودائرة الاقتصاد والسياحة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، بالإضافة إلى الجهات غير الحكومية العاملة في هذا المجال.

 

يعمل هذا التوجه على تطوير الحوسبة عالية الأداء، وتعزيز استخدام أنظمة التبريد السائل، وتوفير مراكز بيانات متطورة بقدرات عالية مع الاعتماد على الطاقة المتجددة في مختلف العمليات. كما يشمل إنشاء سجل مستدام للطاقة الاستيعابية لإمدادات مراكز البيانات والخدمات السحابية الحالية والمستقبلية في إمارة دبي.

 

ستتولى هيئة دبي الرقمية وعدد من الجهات المعنية الإشراف على تنفيذ العديد من المبادرات المنبثقة من هذا التوجه الاستراتيجي. تمتلك دبي مقومات جذب الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم الاستثمار في مراكز البيانات والحوسبة السحابية.

 

أكد سعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية، أن دولة الإمارات تمتلك خصائص تنافسية مهمة تؤهلها لأن تكون وجهة عالمية رائدة لمراكز البيانات المستدامة. وأضاف أن الاقتصاد الرقمي في دبي يعد ركيزة أساسية في استراتيجية دبي الرقمية بمستهدفاتها التي تتضمن زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الاقتصاد الكلي للإمارة بنحو 100 مليار دولار.

 

من جانبه، قال سعادة يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، إن اعتماد التصور الاستراتيجي يعكس الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وأضاف أن التحولات العالمية تنبثق أنماط اقتصادية ونماذج عمل جديدة تمثل فرصًا مستقبلية لاقتصاد دبي.

 

وأشار هادي بدري، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، إلى أن التصور الاستراتيجي لاقتصاد مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي ستمكن المدينة من المحافظة على مكانتها المتقدمة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

 

تعمل دبي الرقمية حاليًا على رفع مستوى تبني الحوسبة السحابية في القطاع الحكومي. تتضمن المبادرات تطوير الحوسبة عالية الأداء، وضمان استخدام مراكز بيانات متطورة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتسهيل الإجراءات الحكومية ذات الصلة، وتحسين فرص الحصول على الطاقة المتجددة، وتعزيز الدور التنسيقي للحكومة في التخطيط والأراضي والطاقة وغيرها.