قبل عشرة أعوام، تخيلت أمازون مستقبلاً يتجاوز التطبيقات، وكانت لديها الفكرة صحيحة تقريباً. لكن الحلم بوجود كمبيوتر محيط مثالي لا يزال بعيد المنال بشكل محبط.
تاريخ أليكسا
عندما تم إطلاق جهاز أمازون إيكو في عام 2014، تم الترويج له كجهاز للقيام ببعض المهام البسيطة: تشغيل الموسيقى، الإجابة على أسئلة أساسية، ومعرفة حالة الطقس. ومنذ ذلك الحين، توسعت أمازون في تقديم خدمات جديدة مثل التحكم في الأجهزة المنزلية الذكية. ومع ذلك، وبعد عقد من الزمان، لا تزال أليكسا تستخدم بشكل أساسي لتشغيل الموسيقى والإجابة على الأسئلة الأساسية. يعود ذلك جزئيًا إلى أن أمازون لم تنجح في إقناع المطورين بالاهتمام بالمنصة.
لم يكن من المفترض أن تحتوي أليكسا على متجر تطبيقات. بدلاً من ذلك، اعتمدت على “المهارات”، والتي كانت تأمل أمازون أن يستخدمها المطورون لربط أليكسا بوظائف ومعلومات جديدة. كانت الفكرة هي أن المطورين يجب أن يبنوا أشياء جديدة لأليكسا بدلاً من إنشاء تطبيقات خاصة بهم. ولكن هذه الفكرة لم تتحقق كما هو متوقع.
مشكلة تطوير المهارات
على الرغم من أن أمازون بذلت جهودًا كبيرة لتسهيل تطوير المهارات، إلا أن الواجهة الخاصة بالعثور على المهارات واستخدامها كانت دائمًا فوضوية. على سبيل المثال، عند الطلب من أليكسا طلب البيتزا، قد تقترح عليك مهارة محددة مثل “Domino’s”، ولكن العملية قد تتطلب عدة خطوات معقدة للتفاعل مع المهارة، مما يجعل الأمر محبطًا للمستخدم.
عندما يتعلق الأمر بالمهارات الأكثر شعبية، فإن العديد منها كان عبارة عن ألعاب أسئلة وأجوبة بسيطة، تم تطويرها من قبل شركة تدعى “Volley”. يشير ماكس تشايلد، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Volley، إلى أن أحد الأسباب التي تجعل متاجر التطبيقات في أنظمة iOS و Android ناجحة هو فعالية الإعلانات المستهدفة.
تحسينات محتملة
مع مرور الوقت، بدأت أليكسا في التحول من تجربة تعتمد على الصوت فقط إلى تجربة تعتمد على الشاشة، خاصة مع تزايد شعبية أجهزة إيكو شو وتلفزيونات فاير. يمكن أن يسهم وجود الشاشة في تحسين تجربة المستخدم ويمنح المطورين طرقًا جديدة لتقديم مهاراتهم.
علاوة على ذلك، تسعى أمازون لإعادة هندسة أليكسا باستخدام نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، والتي قد تكون المفتاح لجعل أليكسا أكثر ذكاءً وفهمًا لما يحتاجه المستخدمون. قد تتمكن أليكسا من معالجة استفسارات أكثر تعقيدًا وتقديم ردود أفضل، مما قد يعيد التفكير في كيفية استخدام المهارات.
التحديات المستقبلية
على الرغم من وجود أمل في تحسين أليكسا، لا تزال هناك تساؤلات حول ما يمكن أن تقدمه المساعدات الافتراضية لنا. الإجابة الصحيحة هي “أي شيء تريده” وبأي طريقة تفضلها”. لتحقيق ذلك، تحتاج أمازون إلى جذب المطورين لتقديم مهارات جديدة، مما يتطلب منها تقديم منتج وقيمة تجارية تستحق الجهد.
في النهاية، بينما يبدو أن أمازون كانت محقة في تصورها لثورة مهارات أليكسا، إلا أن التحديات الحقيقية لا تزال قائمة، مما يجعل مستقبل هذه التكنولوجيا مثيرًا للاهتمام، لكنه لا يزال غير مؤكد.

Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.