إنفيديا تكشف عن “فوجاتو”: نموذج ذكاء اصطناعي جديد لمنتجي الموسيقى والأفلام

في خطوة جديدة نحو تحسين صناعة الترفيه، قدمت شركة إنفيديا نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يُسمى “فوجاتو” (Fugatto)، وهو تقنية مبتكرة تستهدف تحسين تجربة منتجي الموسيقى والأفلام من خلال تقديم قدرات متطورة في تعديل الأصوات وإنتاج مؤثرات صوتية جديدة. يأتي هذا النموذج كجزء من جهود إنفيديا لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه، بما في ذلك الموسيقى، أفلام هوليوود، وألعاب الفيديو.

ما هو “فوجاتو” وكيف يختلف عن التقنيات الأخرى؟

“فوجاتو” هو نظام ذكاء اصطناعي قادر على إنشاء وتعديل الأصوات بطريقة غير تقليدية. ما يميز هذا النظام عن تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى هو قدرته على تعديل الأصوات الموجودة بالفعل. على سبيل المثال، يمكن للنموذج تحويل نغمات العزف على البيانو إلى غناء بصوت بشري، أو تعديل التسجيلات الصوتية مثل تغيير اللهجة والطريقة التي يتم بها نطق الكلمات.

وتعتبر هذه التقنية أكثر تطورًا مقارنة بالتقنيات الأخرى التي تم إطلاقها في الآونة الأخيرة من قبل شركات مثل “ران واي” و”ميتا بلاتفورمز”، والتي تعتمد على تقديم المحتوى بناءً على أوامر نصية فقط. بينما “فوجاتو” يستطيع دمج الأصوات وتعديلها بما يتناسب مع المتطلبات الخاصة للمستخدمين، سواء كان ذلك لإنتاج مؤثرات صوتية أو تحسين أصوات معينة ضمن إطار العمل الفني.

التطبيقات المحتملة والتحديات التي تواجه “فوجاتو”

تتمثل إحدى أبرز التطبيقات المتوقعة لهذه التقنية في مساعدة منتجي الموسيقى على تحسين وإنتاج أصوات جديدة أو إضافة تأثيرات مبتكرة، حيث يمكن لمستخدمي النظام تقديم أوامر نصية لتحويل أفكارهم إلى موسيقى أو مؤثرات صوتية مميزة. كما يمكن أيضًا استخدامه في صناعة الأفلام وألعاب الفيديو لخلق أصوات واقعية ومؤثرات جديدة، مما يسهم في تحسين التجربة الصوتية بشكل عام.

أوضح برايان كاتانزارو، نائب رئيس قسم أبحاث التعلم التطبيقي في إنفيديا، أن “الذكاء الاصطناعي التوليدي سيوفر قدرات جديدة للموسيقى وألعاب الفيديو، وسيفتح آفاقًا جديدة للمبدعين من جميع الأنواع، بما في ذلك الأشخاص العاديين الذين يريدون خلق محتوى موسيقي وفني”. وأضاف أن التكنولوجيا الجديدة قد تسهم في زيادة الإبداع في هذه المجالات، مما يتيح فرصًا جديدة لصناع المحتوى.

المخاوف والقيود

على الرغم من إمكانياتها الكبيرة، فإن هناك بعض المخاوف المتعلقة باستخدام “فوجاتو” وغيره من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي. يعتبر البعض أن هذه التقنيات قد تُستغل في إنشاء محتوى غير قانوني أو مسيء، مثل التلاعب بالأصوات أو إنتاج مقاطع صوتية تضلل الجمهور أو تنتهك حقوق الملكية الفكرية. ولذا، فإن إنفيديا تعكف على دراسة كيفية تنفيذ إجراءات وقائية ضد إساءة استخدام هذه التكنولوجيا.

وأشار كاتانزارو إلى أن “أي تقنية توليدية تنطوي دائمًا على بعض المخاطر، ونحن بحاجة إلى توخي الحذر في هذا المجال”. وأضاف: “نحن في مرحلة نقاش حول كيفية إطلاق هذه التكنولوجيا بشكل آمن، لكننا لا نملك خططًا فورية لذلك”.

الخطوات المستقبلية وأهمية التوازن بين الابتكار والأمان

رغم أن “فوجاتو” يلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل شركات الترفيه، فإن إنفيديا تتعامل بحذر مع طرح التكنولوجيا للجمهور، على الرغم من إمكانياتها الكبيرة. يُتوقع أن تُناقش الشركة تفاصيل إطلاق “فوجاتو” مع صناع المحتوى في المستقبل، لكنها لم تعلن بعد عن تاريخ محدد لذلك.

في هذا السياق، تقوم شركات مثل “OpenAI” بتطوير تقنيات مشابهة، وهو ما قد يساهم في تعزيز العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة الترفيه، على الرغم من المخاوف التي أثيرت مؤخرًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات المشاهير دون إذن. أحد الأمثلة على ذلك كان اتهام النجمة سكارليت جوهانسون لشركة “OpenAI” بنسخ صوتها واستخدامه دون موافقتها.

إن إطلاق “فوجاتو” يفتح المجال لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الإبداعية، بما في ذلك الموسيقى وصناعة السينما والألعاب. ومع ذلك، فإن الشركات الكبرى في هذا القطاع مثل إنفيديا ستكون بحاجة إلى ضمان أن هذه التكنولوجيا لا تُستخدم بطرق غير أخلاقية، وأنها تتماشى مع حقوق الملكية وحماية الأفراد. بينما تواصل الشركات الكبرى مثل إنفيديا و”OpenAI” تقديم هذه التقنيات المبتكرة، يبقى التوازن بين الابتكار والأمان هو المفتاح في تحقيق النجاح المستدام لهذه الأنظمة في المستقبل.