تستعد شركة آبل لإطلاق كاميرا أمان منزلية مبتكرة ستحمل تقنيات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي، وستُحدث تغييرات جذرية في طريقة تأمين المنازل.

 وفقًا لتقارير حديثة، يُتوقع أن يتم طرح هذه الكاميرا في الأسواق في عام 2026، مع طموحات شركة آبل في بيع أكثر من 10 ملايين وحدة سنويًا، ما يعكس رغبتها القوية في السيطرة على سوق أمن المنازل الذكية.

لكن ما يميز هذه الكاميرا هو قدرتها على تحديد الهوية للأفراد دون الحاجة لرؤية الوجوه بوضوح. ففي خطوة رائدة، حصلت آبل على براءة اختراع الأسبوع الماضي لتقنية جديدة تتيح لكاميرات المراقبة استخدام بصمة الجسم بدلاً من الاعتماد على الوجه. هذه التقنية ستساعد الكاميرات في التعرف على الأفراد بناءً على الخصائص الجسدية المرتبطة بالجسم، مثل طريقة المشي، نوع الملابس، وحتى حركات الجسم والإيماءات.

كيفية عمل التقنية:
تعتمد تقنية آبل المبتكرة على فكرة إنشاء “بصمة جسدية” فريدة لكل شخص، يتم تحديدها من خلال تحليل مجموعة من الخصائص الجسدية التي تميز كل فرد، مثل شكل الجسم وطول القامة وحركات الجسم. تبدأ العملية عندما يتم التعرف على وجه الشخص في مقطع فيديو، ليقوم النظام بتحليل الخصائص الأخرى، مثل طريقة المشي، الملابس، والإيماءات، ثم تخزين هذه البيانات في قاعدة بيانات. في حال عدم وضوح الصورة في المستقبل، يمكن للنظام استخدام هذه البيانات لتحديد هوية الشخص.

النظام يلتزم بحماية الخصوصية، حيث سيتم تخزين البيانات لفترات قصيرة فقط وفقًا لما ذكرته آبل في براءة الاختراع. كما أكدت الشركة أن هذه التقنية ستتكامل بسلاسة مع باقي منتجاتها من خلال منظومة Apple Intelligence، مما يسهل على المستخدمين التحكم بالكاميرا وإدارة الإشعارات.

التطبيقات المحتملة:
هذه التقنية ستفتح أبوابًا جديدة في عالم الأمن والمراقبة، حيث ستكون مفيدة في تأمين المنازل، المباني المكتبية، المستودعات، مواقف السيارات، وحتى المتنزهات العامة. وهذه التطبيقات المتعددة ستجعل الكاميرا أداة فعالة في تحسين الأمان وتنظيم إدارة الموارد في مجالات متنوعة.

التطورات في الذكاء الاصطناعي في كاميرات الأمان:
شهدنا في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا في استخدام الذكاء الاصطناعي في كاميرات الأمان، مما مكنها من اكتشاف الأشخاص وتمييزهم. ومع ذلك، ستهدف كاميرا آبل إلى تقديم تجربة أكثر تقدمًا، حيث ستمكن الكاميرات من تحديد هوية الأشخاص بطرق متعددة حتى في الظروف الصعبة مثل الإضاءة الضعيفة أو عندما يكون الوجه غير مرئي بسبب القناع.

المنافسة في سوق كاميرات الأمان:
بالرغم من هذه التقنية المبتكرة، تواجه آبل منافسة قوية من شركات مثل أمازون وجوجل، اللتين تطوران كاميرات أمان مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. لكن، من المتوقع أن تُحدث كاميرا آبل الجديدة تأثيرًا كبيرًا في هذا السوق، وأن تدفع الشركات الأخرى لتطوير منتجات مشابهة.

دخول آبل سوق المنازل الذكية:
آبل ترى في قطاع المنازل الذكية فرصة ذهبية لتعزيز منظومتها التقنية المتكاملة. الكاميرا الجديدة ستتكامل مع أجهزة آبل الأخرى مثل HomePod و Apple TV، مما يتيح للمستخدمين تجربة مراقبة منزلية شاملة. آبل تدير أيضًا خدمة HomeKit Secure Video التي تتيح تخزين الفيديوهات عبر iCloud، ومن المتوقع أن توفر الكاميرا الجديدة مزيدًا من الخيارات للمستخدمين.

علاوة على ذلك، تخطط آبل لتطوير نظام تشغيل جديد يسمى homeOS، والذي سيدعم العديد من الأجهزة المنزلية الذكية، بما في ذلك شاشات ذكية على غرار iPad، وأجهزة تحكم بالصوت والفيديو. يهدف هذا النظام إلى تحسين التجربة المنزلية الذكية من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتمكين الأجهزة من التنبؤ باحتياجات المستخدم والتفاعل معها بشكل أكثر دقة و سهولة.

كاميرا آبل الجديدة تمثل خطوة كبيرة نحو جعل الأمن المنزلي الذكي أكثر تطورًا وراحة، ومن المتوقع أن تساهم هذه التقنية في إحداث ثورة في طريقة تأمين المنازل، مما يجعل حياتنا أكثر أمانًا وكفاءة.