هاتف “تسلا” الذكي: شائعات، تفاصيل، ومستقبل غير واضح

لطالما كان هاتف “تسلا” الذكي مصدرًا للشائعات المثيرة في عالم التكنولوجيا. مع اقتراب نهاية كل عام، تتجدد الأحاديث والقصص حول هذا الهاتف الذي لا يزال بعيدًا عن الواقع. يتم تداول صور غريبة وتوقعات غير مؤكدة، مما يجعل الحديث عن “هاتف تسلا” يتصدر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل هناك بالفعل هاتف ذكي من تسلا؟ وهل سيحمل الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية إلى عالم الهواتف الذكية؟

بداية الشائعات:

بدأت الشائعات حول هاتف “تسلا” الذكي في عام 2021 بعد أن تم نشر مقطع فيديو على يوتيوب يحمل عنوان “تسلا موديل بي” (Tesla Model P)، حيث تم تداول فكرة أن الهاتف سيحمل نفس تسمية سيارات تسلا. ورغم أن الفيديو لم يكن مدعومًا بأي تسريبات رسمية أو معلومات موثوقة، إلا أنه حقق شهرة كبيرة، مما دفع العديد من المتابعين إلى الحديث عن الهاتف المفترض. تراوحت التوقعات حول الهاتف بين أمل في منتج ثوري وبين شكوك بشأن حقيقة وجوده.

وفي عام 2022، أضاف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، fuel إلى الشائعات بعد تعليق له على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) جاء فيه دعمه لفكرة تطوير هاتف خاص بشركة تسلا. وفي رد على اقتراح أحد المستخدمين، قال ماسك: “إن لم يكن هناك خيار آخر، سأقوم بتطوير هاتف بديل”، مما جعل البعض يعتقد أن فكرة الهاتف كانت جادة.

وفي وقت لاحق من العام نفسه، عاد ماسك للتطرق إلى الموضوع بعد نقاش حول الشائعات المتعلقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على منصات مثل “آبل”. وفي حديثه مع جو روغان في برنامج الأخير الإذاعي، أشار ماسك إلى أن الشركة قد تتجه إلى تطوير هاتف جديد إذا استمرت الشركات الكبرى في التدخل في خصوصية المستخدمين. لكن، أكد أن تركيز تسلا في الوقت الحالي يظل منصبًا على السيارات الكهربائية.

هل يمكن أن يكون هناك هاتف “تسلا”؟

بعيدًا عن الشائعات، تبقى الإجابة غير واضحة. إذ من المعروف أن إيلون ماسك يملك العديد من الشركات الناجحة مثل “تسلا” للسيارات الكهربائية، و”سبيس إكس” للصواريخ، و”نيورالينك” لتطوير تقنيات الدماغ، ولكنه لم يظهر نية مؤكدة لدخول سوق الهواتف الذكية. بل إن ماسك في مرات عدة أبدى معارضته للفكرة بشكل عام، مشيرًا إلى أن الهواتف الذكية أصبحت جزءًا من الماضي، وأن المستقبل يتجه نحو الشرائح العصبية التي تطورها شركته “نيورالينك” لتربط الدماغ البشري بالأجهزة الإلكترونية.

إن قرار ماسك المحتمل لتطوير هاتف ذكي ليس مستبعدًا، ولكنه قد يتطلب تأسيس شركة جديدة بالكامل بعيدًا عن تسلا أو حتى منصة “إكس”. ليس من الواضح كيف يمكن لهذا الهاتف أن يتناغم مع خطط تسلا الحالية التي تركز على تطوير السيارات ذاتية القيادة والتكنولوجيا المتعلقة بالطاقة المتجددة.

مزايا هاتف “تسلا” حسب الشائعات:

في حالة صحة هذه الشائعات، فإن الهاتف المتوقع سيحمل مزايا غير تقليدية. وفقًا للتسريبات، سيتمتع الهاتف بقدرة على الاتصال بالأقمار الصناعية باستخدام شبكة “ستارلينك” التي يملكها ماسك، وهي خدمة الإنترنت الفضائي التي تقدم تغطية واسعة في مناطق نائية. كما سيشمل الهاتف إمكانيات فريدة من نوعها مثل التحكم عن بعد في سيارات تسلا وتشغيلها، بل وإمكانية قيادة السيارات عن بعد بطريقة تشبه الألعاب الإلكترونية.

وفي ظل الأبحاث التي يقودها ماسك في مجال الطاقة المتجددة، يشير البعض إلى أن الهاتف قد يعتمد على الطاقة الشمسية بشكل مباشر لتشغيله، بالإضافة إلى ميزة تصوير النجوم في الفضاء والتعدين من أجل العملات الرقمية. هذه التوقعات تثير الدهشة وتترك الكثير من الأسئلة حول مدى إمكانية تحقيق هذه الخصائص في الواقع.

ورغم أن البعض يتوقع أن يكون سعر الهاتف بين 200 دولار و1200 دولار، إلا أن هذه التقديرات تظل عشوائية ولا تستند إلى معلومات موثوقة، ما يجعل الحديث عن سعر الهاتف جزءًا من الحيرة الكبرى التي تحيط بهذه الشائعات.

هل فعلاً تسعى “تسلا” لتطوير هاتف ذكي؟

إجابة هذا السؤال تعتمد على ما سيقرره إيلون ماسك في المستقبل. ورغم عدم وجود إعلان رسمي من تسلا حول نية دخول السوق، فإن ماسك قد يُفاجئ الجميع في أي لحظة. ولكن بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن تركيز تسلا لا يزال منصبًا على تطوير السيارات الكهربائية وتقنيات التنقل الذكي.

ومع ذلك، إذا قرر ماسك دخول هذا المجال، فإنه قد يفكر في إنشاء شركة جديدة تمامًا لتطوير الهاتف، بعيدًا عن تسلا أو حتى “إكس”. إذ أن التوجه إلى الهواتف الذكية لا يتماشى تمامًا مع الرؤية العامة لشركاته، التي تركز أكثر على الابتكارات في مجالات مثل السيارات، والفضاء، والتقنيات العصبية.

رغم الشائعات المستمرة حول هاتف “تسلا” الذكي، إلا أن الحقيقة تظل غامضة. إذا كان هناك هاتف فعلاً، فسيكون خطوة غير تقليدية من ماسك، لكنه في الوقت نفسه بعيد عن المخططات الحالية لشركاته. في النهاية، تبقى تساؤلاتنا حول هذا الهاتف في إطار الشائعات والتوقعات المستقبلية، حتى تظهر الصورة بشكل أكثر وضوحًا.