ميتا تخطط لإطلاق ثلاث نظارات ذكية مبتكرة بحلول 2027

في عالم التكنولوجيا الذي يتطور بسرعة، تتخذ شركة ميتا خطوات جريئة نحو المستقبل، متحدية حدود الواقع الافتراضي والواقع المعزز. إذا كنت من عشاق التكنولوجيا أو مهتمًا بالأجهزة القابلة للارتداء، فربما تكون قد لاحظت مدى استثمار ميتا في هذا المجال. رحلة ميتا في عالم الواقع الممتد بدأت منذ أكثر من عقد من الزمن، عندما أطلقت نظارة Oculus Rift في عام 2012. منذ تلك اللحظة، بدأ العالم يشهد تغيرًا تدريجيًا في كيفية التفاعل مع الأجهزة، والآن، يبدو أن ميتا على وشك إطلاق خطوة جديدة ستغير بشكل كامل نظرتنا للنظارات الذكية.

رحلة ميتا في عالم النظارات الذكية

كان لعلاقة ميتا مع Ray-Ban دورٌ كبير في تحول نظاراتها الذكية من فكرة تجريبية إلى منتج واقعي. لكن الآن، تسعى الشركة إلى نقل هذه التجربة إلى مستوى جديد، مع ثلاثة نماذج متطورة من النظارات الذكية التي ستظهر بحلول 2027. كل نموذج يحمل طابعه الخاص ويهدف إلى تقديم تجارب غير تقليدية، سواء من حيث التصميم أو الوظائف.

النموذج الأول: Hypernova – النظارة التي تجلب المستقبل إلى عينيك

في البداية، Hypernova، وهو الاسم الرمزي للنموذج الأول، ستكون النسخة المحسنة للنظارات الذكية التي تم تطويرها بالتعاون مع Ray-Ban. لكن هذه المرة، سيكون لدينا شاشة مدمجة في أسفل العدسة اليمنى، وهي خطوة مبتكرة ستمكن المستخدمين من عرض التطبيقات والإشعارات بشكل مباشر دون الحاجة إلى إخراج هواتفهم. هذه النظارة ستكون أكثر من مجرد جهاز تكنولوجي، بل ستجمع بين الأناقة و الوظيفة، حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى صورهم المفضلة، التفاعل مع المحتوى، ومتابعة إخطاراتهم اليومية في تجربة سلسة. ومن المتوقع أن يبلغ سعرها حوالي 1000 دولار، مما يجعلها مثالية لأولئك الذين يرغبون في الجمع بين التكنولوجيا و الأسلوب الشخصي.

النموذج الثاني: Artemis – نظارة المستقبل التي تتفاعل مع عالمك

أما النموذج الثاني، الذي يحمل الاسم الرمزي Artemis، فهو سيتخطى حدود النظارات الذكية التقليدية، ليقدم لنا نظارة تعمل بالواقع المعزز. ولكن هذه المرة، ليست مجرد نظارة رقمية، بل هي قطعة من المستقبل، حيث تتكامل مع الذكاء الاصطناعي وتُقدّم تقنيات تتبع العينين و اليدين وحتى الإشارات العصبية. وعندما يتعلق الأمر بالواقع المعزز، فإن Artemis ستكون الخيار الأمثل لأولئك الذين يسعون إلى تجربة أكثر تفاعلية، سواء أثناء العمل أو في الأنشطة الترفيهية. ورغم هذه الإمكانيات المتطورة، تواجه Artemis تحديات في الإنتاج على نطاق واسع بسبب تعقيداتها التكنولوجية، مما قد يعيق موعد إطلاقها بشكل محدد.

النموذج الثالث: نظارة رياضية – تصميم موجه للرياضيين

وأخيرًا، هناك النموذج الثالث الذي يجمع بين التكنولوجيا و الرياضة: نظارة ذكية جديدة مخصصة للمستخدمين النشطين بالتعاون مع شركة Oakley الشهيرة. بينما تركز Ray-Ban على تقديم تصميم أنيق يناسب الحياة اليومية، تأتي Oakley لتخدم الرياضيين والمستخدمين الذين يبحثون عن أجهزة مبتكرة تُحسن من أداءهم أثناء التمارين. هذه النظارة لن تتضمن شاشة عرض، بل كاميرا مدمجة لمراقبة وتحليل الأنشطة الرياضية. سيكون تصميمها خفيفًا ومريحًا، مع التركيز على تتبع الجري أو ركوب الدراجات أو غيرها من الأنشطة البدنية التي تتطلب جهازًا يمكن ارتداؤه بسهولة أثناء التمرين.

التعاون مع Luxottica: ابتكار يُدمج مع الأناقة

بالطبع، يأتي جزء كبير من النجاح المحتمل لهذه النظارات من التعاون العميق مع Luxottica، الشركة الأم لـ Ray-Ban و Oakley. من خلال هذه الشراكة، تتعاون ميتا مع شركتين عالميتين تمتلكان خبرة واسعة في مجال تصميم النظارات، لتقديم أفضل مزيج بين التصميم الرائع و التقنيات المبتكرة. بينما Ray-Ban تستهدف المستخدمين الباحثين عن أسلوب عصري، فإن Oakley تركز على تقديم حلول رياضية متطورة.

ميتا والعالم الجديد للواقع الممتد

عندما نتحدث عن الواقع الممتد، نجد أن ميتا تسير بخطوات واسعة نحو تصدُّر هذا المجال التكنولوجي، في ظل المنافسة الشديدة من شركات مثل آبل و جوجل. وفي وقت يتزايد فيه الاهتمام بتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، ستتيح هذه النظارات الذكية لمستخدمي ميتا تجربة جديدة في حياتهم اليومية، سواء في العمل أو في الترفيه.

بداية عصر جديد من النظارات الذكية

إن الخطط التي تسعى ميتا لتنفيذها بحلول 2027 تشير إلى عصر جديد من النظارات الذكية التي تجمع بين التكنولوجيا و الأسلوب، وتعكس قدرة ميتا على الابتكار والنمو في سوق مليء بالمنافسين. من Hypernova إلى Artemis و نظارات Oakley الرياضية، تقدم ميتا العديد من الخيارات التي من المتوقع أن تغير مفاهيمنا عن التكنولوجيا القابلة للارتداء، وتفتح الباب أمام تجارب غامرة ومتصلة بشكل أكبر. في النهاية، يبدو أن ميتا على أعتاب نقلة نوعية في عالم الواقع الممتد، الذي يعد بتغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا.