جامعة محمد بن زايد تطلق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي

تشهد الإمارات خطوة جديدة تعكس طموحها الريادي في مجال التكنولوجيا المتقدمة، إذ أعلنت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI) عن إطلاق أول برنامج بكالوريوس مخصص لدراسة الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة والمنطقة. هذا التخصص الجديد يمثل محطة فارقة في مسيرة الجامعة التي تأسست عام 2019 كأول مؤسسة أكاديمية في العالم متخصصة حصرياً في أبحاث وتدريس تقنيات الذكاء الاصطناعي.

اختصاصان جديدان: الذكاء الاصطناعي للهندسة والأعمال

البرنامج الجديد للبكالوريوس صُمّم ليواكب الاحتياجات المتنامية لسوق العمل العالمي والإقليمي، حيث يوفر للطلاب خيارين رئيسيين:

  • الذكاء الاصطناعي – الهندسة: يركز على تطوير الحلول التقنية والبرمجية، مثل تصميم الخوارزميات، معالجة البيانات، وتطبيقات الروبوتات.
  • الذكاء الاصطناعي – الأعمال: يدمج بين علوم الإدارة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأسواق، اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتحسين كفاءة المؤسسات.

بهذا التقسيم، لا يقتصر البرنامج على الجانب التقني فقط، بل يمنح الطلاب فهماً أوسع لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية.

نسبة قبول تنافسية لا تتجاوز 5%

أوضحت الجامعة أن البرنامج الجديد سيستقطب مجموعة محدودة من الطلاب المتميزين، إذ لن تتجاوز نسبة القبول 5% من إجمالي المتقدمين. هذا الرقم يعكس طبيعة البرنامج النخبوية والحرص على انتقاء أفضل الكفاءات الأكاديمية، بما يضمن مستوى عالياً من التميز العلمي والبحثي.

كما أن الجامعة توفر بيئة تعليمية متكاملة، حيث يجمع المنهاج بين المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية في المختبرات المتقدمة، إضافة إلى فرص التدريب في مؤسسات محلية وعالمية رائدة.

الذكاء الاصطناعي كمحرك للتنمية

يأتي هذا التوجه في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى الدول الكبرى لتأمين موقعها في هذا القطاع الذي يتوقع أن يشكل عصب الاقتصاد خلال العقود المقبلة. بالنسبة للإمارات، فإن إطلاق بكالوريوس الذكاء الاصطناعي ينسجم مع استراتيجية الدولة للتحول الرقمي ورؤيتها بأن تكون مركزاً عالمياً للابتكار.

من خلال إعداد كوادر متخصصة منذ مرحلة البكالوريوس، ستساهم الجامعة في سد الفجوة بين التعليم والاحتياجات الفعلية لسوق العمل، خصوصاً في قطاعات مثل الرعاية الصحية، الأمن السيبراني، النقل الذكي، والطاقة.

تعزيز مكانة الجامعة عالمياً

منذ تأسيسها، استطاعت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن تحجز موقعاً متقدماً بين مؤسسات التعليم العالمية المتخصصة، بفضل تركيزها على الأبحاث النوعية في مجالات تعلم الآلة، معالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الحاسوب. ومع إطلاق البرنامج الجديد، تسعى الجامعة إلى توسيع قاعدة طلابها، وعدم الاقتصار على الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، بل تقديم مسار أكاديمي يبدأ من مرحلة البكالوريوس.

هذا التوسع يعكس إدراك الجامعة لأهمية الاستثمار في المواهب الشابة مبكراً، بما يتيح إعداد جيل جديد من الباحثين والمبتكرين قادر على قيادة التطورات المستقبلية في هذا المجال.

مستقبل التعليم في الإمارات

إطلاق برنامج بكالوريوس الذكاء الاصطناعي يعزز من مكانة الإمارات كمركز إقليمي للتعليم المتخصص في التقنيات المتقدمة. فهو ليس مجرد برنامج أكاديمي تقليدي، بل خطوة استراتيجية نحو بناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة في الاقتصاد العالمي.

ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، فإن تخريج دفعات جديدة من المهندسين ورواد الأعمال في هذا المجال سيعزز من قدرات الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية، سواء في الأمن الغذائي، الصحة، أو إدارة المدن الذكية.