تسلا تحت مجهر السلطات الأميركية مجدداً بسبب إخفاقات القيادة الذاتية الكاملة

مطالبات من مجلس الشيوخ الأميركي بفتح تحقيق رسمي حول أداء النظام عند معابر السكك الحديدية، في وقت تواصل فيه تسلا المضي قدماً في تحديثاتها.

لطالما قدّم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وعوداً بأن نظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD) سيكون بوابة مستقبل القيادة الذاتية. حتى أنه صرّح في أكثر من مناسبة أن بإمكان السائق النوم أثناء تفعيل النظام والاستيقاظ عند وجهته. لكن الواقع أثبت أن هذه الوعود بعيدة عن التطبيق الكامل، بينما يحاول السائقون اختبار حدود التقنية على مسؤوليتهم.

إخفاقات عند معابر القطارات

مؤخراً، طالب عضوا مجلس الشيوخ الأميركي إدوارد ماركي وريتشارد بلومنثال إدارة سلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) بالتحقيق في أداء النظام عند معابر السكك الحديدية، بعد تسجيل عشرات الشكاوى ومقاطع الفيديو التي توثق فشله في التعرف على القطارات أو إشارات التحذير.

تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 40 شكوى منشورة على منصات التواصل و 7 مقاطع فيديو منذ 2023، توضح خطورة هذه الثغرات. في إحدى الحوادث عام 2024، فشلت سيارة “موديل Y” في رصد قطار متحرك فاصطدمت بذراع معبر السكة الحديدية وانزلقت خارج الطريق. ورغم اعتراف السائق بالمسؤولية، إلا أنه علّق قائلاً: “المشكلة أن السيارة لم تتعرف على القطار.”

بين تصريحات ماسك والواقع

رسمياً، تؤكد تسلا أن FSD ليس أكثر من نظام مستوى ثانٍ (Level 2)، ما يعني أن السائق يجب أن يكون يقظاً ومستعداً للتدخل في أي لحظة. لكن ماسك يقدم صورة مختلفة، إذ يروّج للنظام كخطوة نحو سيارات “روبوتاكسي” ذاتية القيادة بالكامل.

المثير للجدل أن أحد التحديثات الأخيرة (الإصدار 2025.32.3) سيبدأ في التوصية باستخدام النظام عند اكتشاف النعاس بدلاً من اقتراح التوقف للراحة، وهو ما يتعارض مع معايير المستوى الثاني، بحسب تقارير تقنية. هذا التوجه يأتي رغم سلسلة من الحوادث السابقة التي أثبتت أن النظام يفشل أحياناً في التعرّف على مخاطر الطريق.

المستقبل الموعود؟

رغم الانتقادات، يواصل ماسك وعوده، مؤكداً أن سيارات تسلا ستبدو “شبه واعية” مع إطلاق الإصدار 14.2 من النظام قريباً. لكن بالنظر إلى تاريخ الوعود السابقة التي لم تتحقق بالكامل، يبقى هذا التصريح مثار جدل وتشكيك.