خوارزمية إنستغرام الجديدة تمنح المستخدمين تحكماً أكبر

إنستغرام يعلن عن خوارزمية جديدة تسمح للمستخدمين بالتحكم في ما يظهر في خلاصاتهم. هل هذا التغيير خطوة نحو الشفافية أم وسيلة للحفاظ على ثقة المستخدمين؟

استجابتًا لمطالب المستخدمين حول العالم، أعلن تطبيق إنستغرام عن إطلاق خوارزمية جديدة تمنح المستخدمين تحكماً أكبر في ما يظهر على خلاصاتهم. هذا التحديث يأتي بعد سنوات من الانتقادات التي طالت المنصة بسبب طبيعة المحتوى الذي تفضله خوارزمياتها، وتأثير ذلك على حرية التصفح والتنوع الرقمي.

لكن ما الذي يتغير فعلاً في خوارزمية إنستغرام؟ وهل هذا التحديث سيعيد الثقة بين المنصة ومستخدميها؟

ما هي خوارزمية إنستغرام الجديدة؟

الخوارزمية الجديدة تركز على التحكم الشخصي بدلاً من التحكم التلقائي من قبل النظام. أصبح بإمكان المستخدمين الآن:

  • اختيار نوعية المحتوى الذي يودون رؤيته أكثر (مثل الصور، الفيديوهات القصيرة، أو المنشورات التعليمية).
  • تحديد المواضيع أو الكلمات المفتاحية التي يرغبون في متابعتها أو حجبها.
  • إعادة ترتيب الخلاصة (Feed) لتُظهر المنشورات بالترتيب الزمني أو وفقاً للأولوية الشخصية.

بهذا الشكل، يحاول إنستغرام أن يوازن بين التخصيص الذكي بالمحتوى وحرية المستخدم في اتخاذ القرار.

كيف تعمل الخوارزمية الجديدة؟

1. الذكاء الاصطناعي يتعلم من تفضيلاتك

إنستغرام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتتبع التفاعلات، لكنه يتيح الآن للمستخدم أن يعلّم الخوارزمية يدوياً ما يفضّله من أنواع المحتوى. فكل إعجاب أو تعليق أو وقت تقضيه في مشاهدة فيديو أصبح جزءاً من لغة جديدة بينك وبين المنصة.

2. أدوات جديدة في الإعدادات

تحديث “Algorithm Control” أضاف لوحة تحكم ضمن الإعدادات تتيح للمستخدم:

  • تعديل تفضيلات المحتوى بسهولة.
  • حجب المواضيع غير المرغوبة.
    الاطلاع على سبب ظهور منشور معين (“لماذا أرى هذا المحتوى؟”).

التأثير على صناع المحتوى

هذا التحديث لا يؤثر فقط على المستخدمين، بل يغير قواعد اللعبة لصناع المحتوى أيضًا. فالمنشورات لم تعد تعتمد فقط على “النظام الغامض” للانتشار، بل أصبحت مرتبطة أكثر بتفضيلات الجمهور الفردية.
وهذا يعني أن المحتوى الأصيل والمخصص سيحظى بفرص أكبر للوصول.

بعبارة أخرى، سيضطر صانعو المحتوى إلى فهم جمهورهم بشكل أعمق، وتقديم محتوى يتوافق مع الاهتمامات الحقيقية لمتابعيهم، لا مع ما تفرضه الخوارزمية.

هل هو تغيير حقيقي أم تجميل للواجهة؟

رغم الحماس الذي أثاره الإعلان، يرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تكون محاولة من إنستغرام لاستعادة ثقة المستخدمين بعد تزايد المنافسة مع تيك توك ويوتيوب.
لكن آخرين يعتبرونها تحولاً حقيقياً نحو الشفافية والتمكين الرقمي، خاصة أن المنصة بدأت أخيراً بمنح المستخدمين أدوات واضحة للتحكم بمحتواهم.

تحديث خوارزمية إنستغرام الجديدة يمثل تحولاً في فلسفة المنصة، من خوارزمية تفرض ما نراه، إلى أخرى تمنحنا فرصة لاختيار ما نريد رؤيته.
قد لا يكون التغيير مثالياً بعد، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تجربة رقمية أكثر حرية ووعي.