هل يسرق الذكاء الاصطناعي إرث روبن ويليامز؟ ابنته ترد بغضب

وجهت زيلدا ويليامز، ابنة الممثل الكوميدي الراحل روبن ويليامز، رسالة صريحة لمتابعي والدها، تطلب منهم التوقف عن إرسال مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي تجسد صورته.

وكتبت عبر خاصية “القصص” على إنستغرام:
“أرجوكم، توقفوا عن إرسال مقاطع الفيديو هذه. توقفوا عن الاعتقاد أنني أرغب في مشاهدتها أو أنني قد أتفهم الأمر. لن أفعل. إذا كان لديكم أي قدر من الاحترام، توقفوا عن فعل ذلك بي وبه وبالجميع. هذا أمر سخيف، مضيعة للوقت والطاقة، وبالتأكيد ليس ما كان ليريده.”

سياق ظهور الرسالة

جاءت هذه الرسالة بعد أيام فقط من إطلاق النسخة الثانية من نموذج “سورا”، إلى جانب تطبيق “سورا” الاجتماعي، والذي يتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع مزيفة واقعية للغاية لأنفسهم أو أصدقائهم أو حتى لشخصيات كرتونية.

لكن المشكلة الأبرز أن التطبيق يسمح أيضاً بإنشاء مقاطع لأشخاص متوفين، إذ لا يوجد قانون يمنع التشهير بالراحلين، وفقاً لمركز قانون الصحافة الطلابية في الولايات المتحدة.

أين يقف “سورا”؟

تضع الشركة المطورة حدوداً تمنع إنشاء مقاطع لأشخاص أحياء دون إذنهم، باستثناء الشخص نفسه أو أصدقاء يمنحون موافقة مسبقة. غير أن هذه القواعد لا تُطبق على المتوفين، حيث امتلأ التطبيق منذ إطلاقه بمقاطع لشخصيات تاريخية مثل مارتن لوثر كينغ الابن وفرانكلين روزفلت وريتشارد نيكسون، بالإضافة إلى مشاهير راحلين مثل بوب روس وجون لينون وأليكس تريبك وروبن ويليامز.

ورغم ذلك، أظهرت تقارير صحفية أن النظام يرفض أحياناً إنشاء مقاطع لشخصيات أخرى مثل الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (توفي ٢٠٢٤) أو مايكل جاكسون (توفي ٢٠٠٩)، ما يجعل معايير الشركة غير واضحة.

انتقادات لاذعة

زيلدا ويليامز أعربت عن غضبها قائلة:
“من المزعج أن تختصر إرث أشخاص حقيقيين إلى مجرد ‘هذا يبدو قليلاً مثلهم، وهذا يكفي’ كي يتم استخدامهم في محتوى تافه على منصات الفيديو القصير. هذا تشويه لإرثهم.”

النقاد يرون أن الشركة تتعامل بتساهل مع هذه القضايا، خصوصاً بعدما غُمرت منصة “سورا” سريعاً بمقاطع لشخصيات محمية بحقوق الملكية الفكرية مثل بيتر غريفين وبيكاتشو. وقد أثار ذلك اعتراض جمعية صناعة السينما الأميركية، التي أكدت أن “القوانين الراسخة لحقوق النشر تحمي المبدعين وتنطبق هنا.”

المخاطر المستقبلية

يُعتبر “سورا” أحد أخطر النماذج التي تتيح للجمهور إنشاء مقاطع مزيفة بواقعية عالية. وبينما تحاول شركات أخرى تطوير تقنيات مشابهة، إلا أن بعضها يفتقر حتى إلى الحواجز الأساسية، ما يتيح إمكانية إنشاء محتوى إباحي مزيف لأشخاص حقيقيين.

ويحذر خبراء من أن استمرار استخدام هذه الأدوات بهذه الطريقة سيؤسس لسابقة خطيرة، إذ قد يتم التعامل مع الأشخاص — سواء أحياء أو أموات — وكأنهم مجرد دمى رقمية في متناول الجميع