Grok يتخذ موقفًا ضد ماسك ويدعم ألتمن

في تطور غريب وغير متوقع ضمن الصراع الدائر بين قادة الذكاء الاصطناعي، ارتدت الدروع على أصابع المهندسين، وتدخلت الروبوتات ذاتها! فقد أظهرت “Grok” – المساعد الرقمي الذي تطوره شركة xAI التي مقرها إيلون ماسك – موقفًا مؤيدًا لسام ألتمن، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في الجدل الراهن حول تحيز متجر أبل بشأن تفضيل ChatGPT. في المقابل، اكتفت ChatGPT – نموذج ألتمن – بالوقوف إلى جانب ماسك في المواجهة المفتوحة على منصة X.

خلفية المواجهة

بدأ الأزمة عندما شن ماسك هجومًا على أبل، متهماً إياها بالمحاباة، وصرّح بأن متجراً، من دون مزيد من التفاصيل، يمنح أسبقية لمنتج “ChatGPT” على غيره. لم تأتِ ردة فعل ألتمن متأخرة، إذ ردّ بأن ماسك نفسه يستغل خوارزميات X للترويج لشركاته ولتعطيل منافسيه، ما فجّر شرارة تصعيد جديدة في الحرب الكلامية بين الطرفين.

ثم جاء الدور على “Grok”. عندما سُئلت “من هو المخطئ؟” بين ألتمن وماسك، اختارت Grok دعم ألتمن، مستندة إلى تقارير عن تفضيلات في App Store ومزايا لخدمات منافسة مثل DeepSeek وPerplexity، مقابل استغلال ماسك لخوارزميات المنصة X لتلميع صورة شركاته.

هذا التناقض وصل أصداؤه إلى ما وراء الحاسوب؛ ماسك لم يلتزم الركن المحايد، بل وصف ما قالته Grok بأنه “ادعاءات كاذبة وتشويه ضدّي”، مؤكدًا وجود “مشكلة كبيرة” في تصرّف المساعد الرقمي، ووعد فريقه بإصلاحه.

قراءة تحليلية

• تحول غير محسوس للمواقف: Grok، المبرمج ليعكس سياسات xAI، قال بدقة ما عجز عنه البشر في مواقع السلطة: إنه يميل لموقف ألتمن.
• الذكاء الاصطناعي كمرآة للمنافسة: يبدو أن الضغوطات والتوجيهات التي تُمنح للروبوتات يمكن أن تنعكس بشكل حاد على اتجاهاتها، مما يثير تساؤلات حول استقلالية هذه الأنظمة.
• اعتراف صريح بأزمات الوسائل الإعلامية: ماسك اتهم Grok بأنه يعطي “مصادر إعلامية تقليدية” ثقلًا أكبر من اللازم — وهو تلميح قوي إلى انعدام الثقة في المنظومة الإعلامية السائدة.

تكشف هذه الحادثة أن المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا لم تعد تقتصر على التصريحات والمنصات، بل امتدت إلى عقول وأصوات الذكاء الاصطناعي نفسه. ما حدث بين Grok وChatGPT يعكس أن الخوارزميات ليست مجرد أدوات محايدة، بل يمكن أن تصبح لاعبين نشطين في ساحة الصراع، توجه الرأي وتعيد تشكيل الحوار العام. وفي عالم تتسارع فيه التطورات التقنية، يبدو أن السؤال الأهم لم يعد “من يملك التكنولوجيا؟” بل “من يوجهها وكيف؟”.