OpenAI تطرح تطبيق لـ Sora: فيديوهات توليدية شبيهة بـ TikTok

أعلنت OpenAI مؤخرًا عن إطلاق تطبيق جديد للفيديوهات القصيرة يُدعى Sora مدعومًا بنموذجها المتطوّر Sora 2، في خطوة تهدف إلى تحويل طريقة إنشائنا ومشاركتنا للمحتوى المرئي. هذا التطبيق يُشبه “TikTok” في شكل العرض والتصفح، لكن الاختلاف الجوهري أنه لا يعتمد على رفع مقاطع الفيديو من كاميرا المستخدم، بل على توليدها بالكامل بالذكاء الاصطناعي استنادًا إلى النصوص والتعليمات.

ما هو Sora 2 وكيف يُشغّل التطبيق؟

نموذج فيديو مدعوم بالذكاء الاصطناعي

النواة التقنية للتطبيق هي Sora 2، النسخة الأحدث من نموذج الفيديو الذي تطوره OpenAI. هذا النموذج يقدّم تحسّنًا كبيرًا في الواقعية، حيث يحافظ على قوانين الفيزياء في المشاهد، ويُولّد صوتًا متزامنًا مع المشهد، إلى جانب حوار ومؤثرات صوتية.

واجهة التطبيق وآليات الاستخدام

عندما تفتح التطبيق، ستُعرض مقاطع قصيرة مدتها حوالي 10 ثوانٍ ضمن “خلاصة” تشبه TikTok، مع إمكانية التمرير رأسيًا، والإعجاب، والتعليق، وإعادة المزج (remix) للمقاطع.
لا يسمح التطبيق برفع فيديوهات من هاتفك؛ بل يُنتج المقطع بأكمله من داخل التطبيق باستخدام الذكاء الاصطناعي بناءً على النص أو المفهوم الذي تحدده.

ميزة Cameo تسمح لك بإدراج نفسك أو أصدقائك في الفيديو، بعد إجراء تسجيل مرئي وصوتي قصير للتحقق من الهوية؛ ويمكنك الموافقة على استخدام صورتك أو رفضها لاحقًا إذا رُغبت.
كما يُخطرك التطبيق إذا تم استخدام صورتك في أي مقطع حتى لو بقي في المسودة، لصالح الخصوصية والتحكم.

ملامح تميز Sora 2 عن غيره

التزام بالواقعية الفيزيائية

يعد OpenAI أن Sora 2 يعالج أخطاء النماذج السابقة التي كانت تخلّف تشوّهات عند تنفيذ التعليمات، مثل انتقال الأجسام فجأة. في هذا النموذج، إذا فشل لاعب كرة في تسديد الكرة، فإن الكرة سترتد عن اللوحة، لا أن تختفي فجأة.

قدرة أكبر على التخصيص

يمكنك تعديل المقاطع التي تم توليدها، تغيير الشخصيات، المشاهد، الصوت، أو المحتوى باستخدام أدوات Remix، ما يمنحك حرية الإبداع ضمن إطار مُولّد.

التحكم بالهوية والحقوق

يمنح التطبيق المستخدم تحكمًا كاملاً في صورة “Cameo” الخاصة به — من يحقّ له استخدامها، ومتى يمكن إزالتها — وهو إجراء مهم في سياق مخاوف استخدام المحتوى دون إذن.
كما يحتوي التطبيق على آليات لمنع إنشاء مقاطع باستخدام أشخاص مشهورين دون إذن، ومنع المحتوى الإباحي أو الضار.

التحديات والمخاوف المحتملة

حقوق النشر والملكية الفكرية

رغم الضوابط، قد يثير التطبيق دعاوى تتعلق بحقوق النشر؛ حيث يُحظر رفع فيديوهات جاهزة، لكن يُفرض أن يراعي التطبيق حقوق من يُستخدم محتواهم أو شخصياتهم.

التمييز والتحيّز

كما يحدث مع نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى، قد يعكس Sora 2 تحيّزات موجودة في بيانات التدريب، مثل تمثيل الأدوار الاجتماعية بطريقة نمطية بناءً على الجنس أو العرق، ويستدعي ذلك مراجعة مستمرة. (هناك دراسات تشير إلى مثل هذه الظواهر في نماذج النص إلى الفيديو) 

القبول الجماهيري

بينما يراه البعض تطورًا ثوريًا، قد يشعر الآخرون بالريبة تجاه فكرة أن كل الفيديوهات يتم توليدها آليًا، خصوصًا عند فقدان الصلة بين المبدع الحقيقي والمحتوى المنشور.بإطلاق Sora 2 وتطبيق Sora، تدخل OpenAI بقوة إلى ساحة منصات الفيديو القصير، ولكن بذكاء اصطناعي يجعل المحتوى مولّدًا بالكامل وليس مجرد إعادة نشر. هذا الابتكار قد يُحدث تغييرًا كبيرًا في طريقة استهلاكنا وإنشائنا للمحتوى المرئي. ومع الضوابط والتحكّم في الهوية والخصوصية، يحاول OpenAI الموازنة بين الإمكانيات الرائعة والمخاطر الواقعية. إذا نجحت التجربة، فقد نكون على أعتاب عصر جديد يُعرف بـ “فيديوهات الذكاء الاصطناعي”، حيث تصبح كل فكرة تُترجَم فورًا إلى مشهد حي.