أظهرت دراسة أجرتها شركة Orca AI الناشئة في مجال الشحن البحري الآلي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في ملاحة السفن يمكن أن يقلل انبعاثات الكربون في قطاع الشحن التجاري العالمي بنحو 47 مليون طن سنويًا. وأوضحت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تقليل الحاجة إلى المناورة وتنبيه الطاقم لتغيير مسار السفينة في الوقت المناسب لتجنب المواجهة مع الأهداف البحرية الخطرة مثل السفن والعوامات والكائنات البحرية.
يُعتبر الشحن البحري، الذي ينقل نحو 90% من التجارة العالمية، مسؤولًا عن حوالي 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. من المتوقع أن تزداد هذه النسبة في المستقبل إذا لم تُتخذ تدابير صارمة لمكافحة التلوث.
قال ياردين جروس، الرئيس التنفيذي لشركة Orca AI، إن تقنية الذكاء الاصطناعي ستساهم على المدى القصير في تقليل عدد أفراد الطاقم على الجزء العلوي من السفينة وتقليل المهام الملقاة عليهم، مما يسمح لهم بالتركيز على المهام الملاحية المعقدة وبالتالي تحسين كفاءة الرحلات وتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات. وعلى المدى الطويل، سيفتح الذكاء الاصطناعي الباب أمام الشحن البحري الآلي بالكامل.
ذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من الشحن بلغت نحو 858 مليون طن في عام 2022، بزيادة طفيفة عن العام السابق. أشارت الدراسة أيضًا إلى أن متوسط عدد الحوادث البحرية المبلغ عنها سنويًا هو 2976 حادثًا، وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل المواجهات القريبة بنسبة 33% في المياه المفتوحة. كما يمكن أن يساعد تغيير مسار السفن في توفير 38.2 مليون ميل بحري سنويًا، ما يوفر في المتوسط 100 ألف دولار من تكاليف الوقود لكل سفينة.
تهدف المنظمة البحرية الدولية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 20% بحلول عام 2030، وهو هدف قد تعرقله الأزمة المستمرة في البحر الأحمر. شنت جماعة “الحوثي” هجمات بالصواريخ والمسيّرات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر البحر الأحمر واللجوء إلى الدوران حول إفريقيا، مما أضر بمصر اقتصاديًا بسبب تراجع إيرادات قناة السويس.
قالت مجموعة “ميرسك” الدنماركية العملاقة للنقل البحري، إنها ترصد ازدحامات إضافية في الموانئ وزيادات في تكاليف الشحن على خلفية الأزمة في البحر الأحمر وارتفاع الطلب في سوق الحاويات. توقعت المجموعة ارتفاع أرباحها في عام 2024 بنحو 3 مليارات دولار عن التقديرات السابقة، نظرًا لزيادة تكاليف الشحن البحري. وأشارت إلى أن ظروف التجارة تبقى عرضة للتقلبات بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالوضع في البحر الأحمر، وعدم الوضوح بشأن العرض والطلب في المستقبل.
منذ نوفمبر الماضي، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية، وتقود الولايات المتحدة تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة التي تمر عبرها 12% من التجارة العالمية.

Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.