اكتشف الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نوعًا مبتكرًا من الإسمنت يتميز بقدرته الفائقة على تخزين الكهرباء، مما يمكن الأبنية من أداء وظيفة بطاريات عملاقة. هذا الابتكار ليس فقط خطوة نحو تحسين كفاءة استخدام الطاقة، ولكنه يعد أيضاً بتسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة عن طريق تحويل البنى التحتية العمرانية إلى وحدات لتوليد وتخزين الطاقة.
لإنجاز هذا التحول، قام الباحثون بدمج مادة “كربون بلاك” مع خليط الماء والإسمنت، وهي مادة تُعرف بقدرتها العالية على التوصيل الكهربائي. هذا التركيب الجديد يعمل كمكثف كهربائي فائق القوة، وهو يمتاز بالشحن والتفريغ السريع للطاقة. على الرغم من أن المكثفات الكهربائية لا تمتلك القدرة على تخزين الطاقة لفترات طويلة مثل البطاريات التقليدية، إلا أنها تعتبر وسيلة مثالية لتخزين الطاقة المولدة من مصادر مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال فترات الإنتاج الزائد.
بعد مرور عام على الكشف عن هذه التقنية، يعمل الباحثون حالياً على تطوير نموذج تجريبي بحجم 45 مترًا مكعبًا لاستيفاء متطلبات الطاقة السكنية. هذا الإسمنت يمكن استخدامه في الأساسات والهياكل الخرسانية للمنازل دون تكلفة إضافية، بل ويمكن أيضاً تطبيقه في بناء ممرات طرق تشحن السيارات الكهربائية لاسلكياً أثناء مرورها.
التطبيقات المحتملة لا تقتصر على الهياكل الأساسية فحسب، بل يمكن أن تمتد إلى النوافذ والطلاء، حيث يمكنها توليد الكهرباء عند التعرض للضوء. هذا يعني أن الأبنية لن تكون مجرد مساكن، بل ستصبح محطات لتوليد الطاقة وتخزينها، ما يعزز الاستدامة والفعالية.
هذه الابتكارات تمهد الطريق لاستخدامات مستقبلية أوسع تشمل المعدات القابلة للارتداء، وملحقات الحاسوب، والأجهزة المنزلية. على سبيل المثال، تطور شركة Exeger السويدية خلايا شمسية يمكن دمجها في سماعات الرأس ومكبرات الصوت والخوذ، مما يفتح آفاقاً جديدة للطاقة المتجددة في حياتنا اليومية.
مع ذلك، من المهم التنويه إلى أن الكثير من التقنيات الاختبارية قد لا تتحول إلى منتجات تجارية بالضرورة، نظرًا لاختلافات الظروف بين المختبرات والواقع العملي، وكذلك تكلفتها العالية والتحديات التنظيمية المحتملة مثل أكواد البناء ومعايير السلامة.

Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.