مليار ريال سعودي لدعم التحول الرقمي: هيئة الاتصالات والفضاء تمنح تراخيص جديدة لتعزيز البنية التحتية الرقمية في المملكة

في خطوة كبيرة نحو تحقيق التحول الرقمي، أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في المملكة العربية السعودية عن منح تراخيص جديدة لاستثمار مليار ريال سعودي في تطوير البنية التحتية الرقمية. هذا الإعلان جاء خلال فعاليات المؤتمر التقني الدولي “ليب 2025″، حيث وضعت الهيئة حجر الأساس لمستقبل رقمي واعد.

تخيل أن المملكة، التي تسعى جاهدًا لتحقيق رؤية 2030، تحتاج إلى بنية تحتية ذكية تستوعب التقنيات الحديثة مثل الألياف الضوئية والشبكات المتطورة. وهذا بالضبط ما تحقق عندما تم منح أربعة تراخيص لعدد من الشركات التي تعمل في قطاع المرافق والخدمات اللوجستية. هذه الشركات حصلت على الضوء الأخضر للاستفادة من بنيتها التحتية الحالية لتوسيع نطاق خدمات الاتصالات في المملكة.

كانت البداية مع شركة نقل المياه (WTCO)، التي استفادت من ترخيصها لتقديم خدمات الاتصالات للمناطق النائية، مستخدمة شبكة المياه الواسعة التي تملكها. بذلك، لم تقتصر خدماتها على مياه الشرب، بل أصبحت تساهم في التحول الرقمي في المناطق التي كانت تفتقر إلى خدمات الإنترنت والاتصالات المتطورة.

ثم جاء دور الشركة السعودية للخطوط الحديدية (SAR)، التي استثمرت في الألياف الضوئية الممتدة على طول خطوط السكك الحديدية. هذه الاستثمارات لم تقتصر على تحسين النقل فحسب، بل ساعدت في رفع مستوى الاتصالات في الأماكن التي لم تصلها الشبكات الأخرى، لتصبح المملكة أكثر ترابطًا من أي وقت مضى.

أما شركة رقيم للحلول الذكية، فقد استغلت هذه الفرصة لتقديم حلول الإنترنت والبيانات للبنية الصناعية، مستهدفة تلبية احتياجات التحول الرقمي في القطاع الصناعي. فتحت هذه الخطوة آفاقًا جديدة للتطور التكنولوجي في المملكة، مما يعزز قدراتها التنافسية على المستوى العالمي.

وفي خطوة أخرى نحو التحول الرقمي، تم منح شركة SKYFive Arabia ترخيص تشغيل الشبكات غير الأرضية (NTN)، مما يعني تقديم خدمات الاتصالات عبر الفضاء. هذه الشبكة الفضائية ستعمل على تحسين مستوى الاتصال داخل الطائرات، مما يرفع جودة الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء، ويواكب تطور المملكة في كل المجالات.

مع كل هذه التحركات، بدأت المملكة تضع أساسًا متينًا لمستقبل رقمي يتضمن الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. هذا الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لن يساهم فقط في تحسين خدمات الاتصالات، بل سيعزز من مكانة المملكة كواحدة من أبرز الدول في مجال التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط.

تلك كانت فقط بداية رحلة التحول الرقمي. إن استثمار مليار ريال سعودي في البنية التحتية هو بداية لمرحلة جديدة، حيث ستسهم هذه التراخيص في تهيئة بيئة أكثر تطورًا وتنافسية، تفتح الأفق أمام المزيد من الابتكار وتدفق الاستثمارات الحيوية، لتشكل خطوة جديدة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.