كشفت شركة مايكروسوفت عن مساعدها الذكي الجديد Mico، والذي يهدف إلى جعل تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر تفاعلية وشخصية داخل نظام Windows.
ويأتي هذا الإعلان ليعيد إلى الأذهان المساعد الكرتوني الشهير Clippy الذي رافق مستخدمي Microsoft Office في التسعينيات، ولكن هذه المرة، بنسخة عصرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
المساعد الجديد Mico هو جزء من منظومة Copilot المتكاملة التي تطورها مايكروسوفت لتكون بمثابة مساعد رقمي يعمل عبر مختلف التطبيقات والأنظمة.
من هو Mico؟ إعادة ابتكار Clippy بأسلوب عصري
يصف مسؤولو مايكروسوفت Mico بأنه “وجهٌ للذكاء الاصطناعي داخل النظام”، صُمم ليمنح المستخدمين تفاعلًا بصريًا حيًا بدلاً من النصوص فقط.
يظهر Mico كرمز متحرك صغير على الشاشة، يستجيب بالأصوات والحركات، ويمكنه التواصل مباشرة مع المستخدم، سواء عبر الكتابة أو الصوت.
مظهر ودور Mico
على عكس Clippy، الذي كان يظهر كمساعد ثابت في برنامج واحد، صُمم Mico ليعمل عبر النظام بأكمله — من سطح المكتب إلى متصفح Edge وحتى تطبيقات Office.
يستخدم تقنيات Copilot AI المتقدمة، ويمتلك القدرة على فهم السياق، اقتراح المهام، أو تنفيذ الأوامر بناءً على سلوك المستخدم وعاداته اليومية.
ذكاء اصطناعي متكامل مع نظام Windows
دعم Copilot وأدوات الإنتاجية
Mico لا يعمل بشكل مستقل، بل يُعد واجهةً تفاعلية لمنظومة Copilot التي أصبحت جزءًا رئيسيًا من نظام Windows 11.
يمكن للمستخدمين من خلاله أداء مهام معقدة مثل:
- تلخيص البريد الإلكتروني والمستندات.
- إنشاء نصوص أو عروض تقديمية بسرعة.
- جدولة المواعيد وإدارة الملفات.
كما يمكنه المساعدة في ضبط إعدادات النظام أو حتى تشغيل تطبيقات عبر الأوامر الصوتية، مما يجعل التفاعل مع النظام أكثر سلاسة وذكاءً.
Mico والتفاعل الإنساني
أحد أبرز أهداف مايكروسوفت في إطلاق Mico هو إضفاء الطابع الإنساني على تجربة الذكاء الاصطناعي.
فالمساعد لا يكتفي بإعطاء الأوامر، بل يمكنه فهم نبرة الكلام، وإظهار ردود فعل مرئية تُعبّر عن “المشاعر الرقمية”، كأن يُظهر الحماس أو الحيرة بطريقة ودّية.
بين الحنين إلى Clippy ومستقبل الذكاء الاصطناعي
رغم مرور أكثر من عقدين على اختفاء Clippy من برامج مايكروسوفت، إلا أن الإعلان عن Mico أعاد موجة من الحنين بين المستخدمين القدامى.
لكن هذه العودة ليست مجرد استحضار لرمزٍ قديم، بل تجسيد لرؤية مايكروسوفت الجديدة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والمشاعر البشرية في واجهة واحدة.
الفرق الجوهري بين Clippy وMico
بينما كان Clippy محدودًا بمساعدة المستخدم في تحرير النصوص فقط، فإن Mico يمثل منصة ذكاء اصطناعي متكاملة تعمل عبر السحابة، وتتعلم باستمرار من تفاعل المستخدم، لتقدم دعمًا ذكيًا وشخصيًا في كل لحظة.
أين ومتى سيتوفر Mico؟
بحسب ما نقلته The Verge، تخطط مايكروسوفت لإطلاق Mico مبدئيًا في تحديثات Windows Copilot القادمة خلال عام 2026.
وسيكون متاحًا أولاً لمشتركي برنامج Windows Insider لتجربته وتقديم الملاحظات حول أدائه وسلاسة استخدامه.
كما أشارت الشركة إلى أن التصميم لا يزال في مراحله التجريبية، مع إمكانية تخصيص مظهر Mico أو نبرته الصوتية حسب تفضيلات المستخدم.
ردود فعل المستخدمين والمحللين
لاقى الإعلان عن Mico تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن حماسهم لعودة فكرة “المساعد الودود”، بينما أبدى آخرون قلقهم من فكرة وجود مساعد دائم المراقبة.
إلا أن خبراء التقنية يرون أن Mico يعكس التوجه الجديد لمايكروسوفت في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر قربًا ودفئًا، بدلًا من كونه مجرد أداة تنفيذ أوامر باردة.
مايكروسوفت تراهن على الجانب الإنساني للذكاء الاصطناعي
من خلال Mico، تؤكد مايكروسوفت أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس فقط في السرعة والكفاءة، بل في التفاعل الإنساني الذكي الذي يدمج التقنية بالمشاعر.
فبين الحنين إلى Clippy والابتكار في Copilot، يفتح Mico الباب أمام جيل جديد من المساعدين الرقميين الذين يفهمون المستخدم كما يتحدث إليه الإنسان الآخر.
إنها ليست عودة للماضي، بل قفزة نحو مستقبل أكثر إنسانية في عالم الذكاء الاصطناعي.

Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.