بورشه تكشف عن تقنية الشحن اللاسلكي لسياراتها الكهربائية

في خطوة تُظهر مدى تسارع الابتكار في عالم السيارات الكهربائية، أعلنت بورشه (Porsche) خلال مشاركتها في معرض IAA 2025 عن تقنية جديدة كليًا تعتمد على الشحن الحثي اللاسلكي للسيارات.
التقنية التي كشفت عنها الشركة الألمانية تمثل قفزة نوعية في كيفية شحن المركبات، إذ تُغني السائقين عن الكابلات تمامًا، وتحوّل عملية الشحن إلى تجربة ذكية وسلسة.

ما هي تقنية الشحن الحثي من بورشه؟

تعتمد التقنية الجديدة على نقل الطاقة الكهربائية عبر المجالات المغناطيسية، من لوحة أرضية توضع في المرآب أو مواقف السيارات، إلى وحدة استقبال أسفل السيارة.
كل ما يحتاجه السائق هو ركن السيارة فوق اللوحة، لتبدأ عملية الشحن تلقائيًا دون أي توصيل يدوي.

كفاءة عالية وسرعة مذهلة

وفقًا لبورشه، يمكن للنظام الجديد شحن السيارات الكهربائية بقدرة تصل إلى 11 كيلوواط، أي بسرعة تقارب الشحن المنزلي السلكي.
كما أوضحت الشركة أن عملية الشحن لا تتطلب دقة عالية في ركن السيارة؛ فالنظام مزوّد بخاصية المعايرة الذاتية التي تضمن محاذاة مثالية بين المرسل والمستقبل للطاقة.

ابتكار يغيّر تجربة المستخدم

تسعى بورشه من خلال هذه التقنية إلى تبسيط تجربة الشحن اليومية، خاصةً لمستخدمي سياراتها الكهربائية مثل Taycan وMacan Electric.
فبدلًا من البحث عن كابل وتوصيله يدويًا، يمكن للسائق ببساطة إيقاف السيارة والانصراف، فيما تتولى التقنية الجديدة شحن البطارية تلقائيًا.

تكامل ذكي مع أنظمة السيارة

تم دمج النظام بالكامل مع برمجيات السيارة، بحيث يمكن للسائق مراقبة حالة الشحن عبر شاشة داخلية أو من خلال تطبيق Porsche Connect.
كما تعمل التقنية مع أنظمة الجدولة الزمنية للشحن لتقليل استهلاك الطاقة في أوقات الذروة، وهو ما يجعلها أكثر كفاءة واستدامة.

الفرق بين الشحن اللاسلكي والشحن التقليدي

بينما يعتمد الشحن التقليدي على الكابلات والمقابس، فإن الشحن اللاسلكي يستخدم ملفات مغناطيسية لتوليد تيار كهربائي في بطارية السيارة دون أي اتصال مباشر.

مستقبل الشحن اللاسلكي في صناعة السيارات

تؤكد بورشه أن هذه التقنية ليست مجرد تجربة، بل خطوة تمهيدية نحو اعتمادها تجاريًا في الجيل القادم من سياراتها الكهربائية.
وتعمل الشركة بالتعاون مع عدد من شركائها في قطاع الطاقة والبنية التحتية لوضع معايير دولية موحدة للشحن اللاسلكي في أوروبا والولايات المتحدة.

تحديات التنفيذ

رغم أن التقنية واعدة، إلا أن هناك تحديات تواجهها مثل:

  • تكلفة الإنتاج العالية للبنية التحتية.
  • توافق الأنظمة بين الشركات المختلفة.
  • فعالية الشحن في الظروف الجوية المتنوعة.

لكن بورشه تؤكد أن تطوير هذه التقنية سيسهم في التغلب على تلك العقبات مع مرور الوقت، تمامًا كما حدث مع الشحن السريع قبل أعوام قليلة.

نحو مستقبل بلا كابلات

بفضل تقنية الشحن الحثي الجديدة، تُثبت بورشه مرة أخرى أنها من رواد الابتكار في عالم السيارات الكهربائية.
فما بدأ كميزة رفاهية قد يتحول قريبًا إلى معيار عالمي يجعل عملية الشحن أكثر بساطة وأمانًا وذكاءً.
وفي عالم يتجه بسرعة نحو السيارات المستدامة، يبدو أن بورشه قد وضعت الحجر الأول في طريق شحن المستقبل — مستقبلٍ بلا كابلات.