تيليجرام تطلق شبكة Cocoon اللامركزية للذكاء الاصطناعي

أعلنت منصة تيليجرام عن مشروعها الجديد Cocoon، وهو شبكة ذكاء اصطناعي لامركزية تمكّن الأفراد من مشاركة قدراتهم الحاسوبية مقابل مكافآت من العملات الرقمية. الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في كيفية تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ تجمع بين قوة الحوسبة الجماعية والتقنيات القائمة على البلوك تشين لضمان الشفافية وتوزيع العوائد بعدالة.

ما هي شبكة Cocoon؟

تُعد Cocoon شبكة تهدف إلى إنشاء نظام ذكاء اصطناعي يعمل دون الاعتماد على خوادم مركزية. وبدلاً من الاعتماد على بنية تحتية مملوكة لشركة واحدة، تقوم الشبكة بتوزيع عمليات المعالجة على عدد كبير من المستخدمين الذين يمتلكون وحدات معالجة الرسومات (GPU) قوية في منازلهم أو شركاتهم.

كيف تعمل شبكة Cocoon؟

تتيح Cocoon للمستخدمين تثبيت برنامج يربط وحداتهم بالشبكة، مما يسمح لهم بتخصيص جزء من قدرة أجهزتهم للمساعدة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. في المقابل، يحصل هؤلاء المستخدمون على مكافآت مالية بالعملات الرقمية مقابل مساهماتهم، على غرار مفهوم “تعدين العملات المشفرة”، ولكن لأهداف علمية وتقنية متقدمة.

دمج الذكاء الاصطناعي بالبلوك تشين

الجديد في مبادرة تيليجرام هو الدمج الذكي بين الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. هذه المقاربة لا توفر فقط كفاءة في الأداء، بل تضمن أيضًا مستوى عاليًا من الشفافية واللامركزية، حيث يمكن لأي شخص التحقق من كيفية توزيع المهام والمكافآت.

الأمان والشفافية في قلب المشروع

من خلال الاعتماد على تكنولوجيا البلوك تشين، تضمن Cocoon أن كل مساهمة حاسوبية يتم تسجيلها بشكل دائم وغير قابل للتلاعب، مما يحد من احتمالات الاحتيال ويمنح المستخدمين ثقة أكبر في النظام.

ما الذي يميز مشروع تيليجرام عن المنافسين؟

على عكس بعض الشبكات اللامركزية الأخرى، تمتلك تيليجرام قاعدة مستخدمين ضخمة ومنصة تقنية قوية تمكنها من إطلاق المشروع بسرعة والوصول إلى جمهور واسع. كما أن ربط Cocoon بنظام TON (شبكة تيليجرام المفتوحة) يمنح المشروع أساسًا متينًا للبنية التحتية المالية القائمة على العملات الرقمية.

فوائد المشروع للمستخدمين

  • كسب دخل إضافي: يمكن لمالكي وحدات GPU غير المستخدمة تحقيق عائد مادي حقيقي.
  • دعم تطوير الذكاء الاصطناعي: المشاركة في بناء نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة وموزعة عالميًا.
  • تحكم أكبر للمستخدمين: النظام لا يعتمد على سلطة مركزية، مما يعزز حرية المشاركة والاستفادة.

تأثير Cocoon على مستقبل الذكاء الاصطناعي

يبدو أن Cocoon تمهد الطريق لنموذج جديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، يعتمد على المجتمعات بدل الشركات الكبرى. فإذا نجحت تيليجرام في جذب عدد كافٍ من المشاركين، يمكن للشبكة أن توفر طاقة حوسبية تعادل أو حتى تتفوق على تلك التي تديرها شركات التكنولوجيا العملاقة.

التحديات المحتملة

رغم الحماس المحيط بالمشروع، هناك تحديات تتعلق بكفاءة الاتصال، إدارة الطاقة، والتأكد من أمان البيانات. لكن تيليجرام تراهن على أن الطبيعة اللامركزية ستجعل النظام أكثر مرونة وأقل عرضة للقيود أو الأعطال الكبرى.

يمثل إطلاق Cocoon من تيليجرام خطوة جريئة نحو مستقبل يجمع بين الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في منظومة واحدة. المشروع لا يهدف فقط إلى تحقيق أرباح أو تحسين الكفاءة، بل إلى إعادة تعريف مفهوم الذكاء الاصطناعي ليصبح ملكًا للجميع، لا حكرًا على الشركات الكبرى.
ومع استمرار تطور هذا المشروع، قد نكون أمام بداية حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي التعاوني الذي يبنى على المشاركة والمكافأة والشفافية.